أخبار وتقاريرالمهرةتقاريرشبوة

راجح باكريت…رجل الأجندات الخفية في شبوة والمهرة

خاص|
في مرحلة البحث عن حل للخروج من عنق الزجاجة، ينظر أبناء محافظة شبوة بعين تملؤها الأمل لمستقبل يسوده الاستقرار والرخاء الاقتصادي. ولكن سرعان ما تعود ذاكرة التفكير لديهم لترى واقعًا مؤلمًا يتمثل في الصراعات الداخلية والخارجية التي تستهدف المحافظة واستقرارها.

ومن بين أدخنة الحرائق، يظهر اسم راجح سعيد باكريت كأحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل. حيث ظهر هذه المرة في محافظة شبوة متستراً برداء المشاريع التنموية، متحركًا وفق خطوات مريبة تكشف عن أجندات خفية تسعى لتقويض استقرار المحافظة وتنفيذ مخططات خارجية تخدم أطرافًا بعيدة كل البعد عن مصالح أبناء شبوة.

بدأت ملامح دور باكريت التخريبي بالظهور في محافظة المهرة، حيث أطلق مبادرات شبابية مثل “اتحاد شباب الغد”، التي بدت في ظاهرها حراكًا تنمويًا، لكنها سرعان ما تحولت إلى أدوات سياسية تهدف لتشتيت الشباب واستقطابهم لصالح أجندات خارجية. وبعد نجاح هذا الأسلوب هناك، نقل باكريت تحركاته إلى شبوة، مستغلاً التحديات التي تواجهها المحافظة من أزمات اقتصادية وصراعات قبلية.

تكرر اسم باكريت أكثر من مرة في أروقة الأجهزة الرقابية التي تؤكد نهبه لأكثر من 200 مليون دولار من عائدات منفذ شحن وميناء نشطون، وتحويلها إلى حسابات شخصية خارج اليمن. إضافة إلى الاتهامات التي وجهت له باختلاس 8 مليارات ريال بزعم مواجهة أضرار إعصار لبان بمحافظة المهرة عام 2018، واستخدام الأموال لبناء فندق فاخر في مصر دون أي رقابة، وغير ذلك من الأرقام المهولة التي يتهم باكريت بأنه يقف خلفها.

أما في شبوة، فلم يتوقف باكريت عند الشعارات البراقة، بل بدأ بتنظيم لقاءات مع شيوخ القبائل والوجهاء، مقدماً إغراءات مالية كبيرة بالعملة الإماراتية، ومروجاً وعوداً بالدعم والتنمية. إلا أن هذه التحركات لم تكن سوى ستار لجمع بيانات دقيقة عن الشخصيات المؤثرة في المحافظة، تمهيداً لاستخدامها في مخططات أوسع تهدف إلى السيطرة على موارد شبوة وإثارة القلاقل بين أبنائها.

تقارير إماراتية تناولت عددًا من زيارات باكريت إلى أبوظبي في الأشهر الماضية، حيث التقى قيادات استخباراتية وعسكرية إماراتية. خرج منها بمهام كثيرة لهدف واحد يتمثل بتوسيع نفوذ الإمارات وسيطرتها على جميع المحافظات الجنوبية، لا سيما شبوة، التي تُعد هدفًا استراتيجيًا بسبب موقعها الغني بالموارد الطبيعية، وخاصة النفط والغاز.

مهام صعبة كُلف بها باكريت، ودفعت به إلى التحرك بنشاط غير معهود في شبوة، حيث بات يظهر بشكل مكثف في المناطق القبلية. لم يكن الهدف الحقيقي من لقاءاته تعزيز التنمية كما يروج، بل ضمان ولاء شيوخ القبائل واستقطابهم عبر تقديم أموال سخية ورواتب شهرية يتم دفعها من جهات خارجية وبالعملة الإماراتية.

من جهتهم، يتهم أبناء شبوة باكريت بإثارة الفوضى وزرع بذور الفتنة بين القبائل بطرق سرية وتنظيمات غير معلنة. حيث عمل على استغلال التباينات القبلية والتنافس لخلق حالة من الانقسام الداخلي، في خطوة تهدد النسيج الاجتماعي للمحافظة، التي عرفت تاريخيًا بتماسكها في مواجهة الأزمات.

ليست التنمية وحدها التي يتستر تحتها باكريت، بل يتحرك في محافظة شبوة تحت عناوين مختلفة مثل تعزيز الوعي السياسي بالقضية الجنوبية، وهي الطريقة التي يحاول باكريت أن يدغدغ بها مشاعر أبناء الجنوب مستهدفًا على وجه الخصوص المشايخ وشريحة الشباب بهدف تشتيت جهودهم وإبعادهم عن قضاياهم الوطنية وتحويلهم إلى أدوات تخدم أجندات خارجية.

تُعد شبوة واحدة من أغنى المحافظات اليمنية بالموارد الطبيعية، ما جعلها هدفًا رئيسيًا لتحركات باكريت ومن يقفون وراءه. حيث تؤكد مصادر محلية أن تحركاته تهدف بالأساس إلى تسهيل السيطرة على موارد المحافظة، بما فيها النفط والغاز والموانئ، لصالح الأطراف الخارجية التي تدعمه.

وعلى وقع تحركات باكريت الفتنوية الهادفة لتحويل المحافظة إلى بؤرة تحكمها الولاءات الخارجية الرامية لنهب خيراتها وتدميرها وزرع الفتن بين أبنائها ليسهل بعد ذلك السيطرة واستخراج الثروات في بيئة آمنة لهم.

يستمر راجح باكريت في تحركات تثير الجدل في محافظة شبوة رافعًا شعارات التنمية، منطلقًا نحو الأهداف الغامضة التي لم يستطع إخفاءها عن أبناء المحافظة الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من الوعي بتلك المخططات.

الأخبار ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى