أخبارأخبار وتقاريراخبار الجنوبالرئيسيةتقارير

المرأة في مرمى التضليل الرقمي: معركة الوعي في زمن الزيف

في مشهد متسارع يموج بالمعلومات المتدفقة، يقف “صدى الجنوب” شاهداً على معركة خفية تتسلل إلى وعي المجتمع، لتستهدف أحد أكثر مكوّناته هشاشة في الفضاء الرقمي: المرأة.

في زمن تحولت فيه المعلومة إلى سلاحٍ فتاك، باتت المعلومات المضللة تُنشر بأساليب متقنة تغلّف الكذب برداء الحقيقة، فتنساب في الفضاء الرقمي كالسُم الناعم. ومع تطور وسائل الاتصال وانتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المرأة الشبوانية واليمنية عامة هدفاً مباشراً لتلك الحملات التي تستهدف كيانها ووعيها وثقتها بذاتها ومجتمعها.

تكمن خطورة هذا التضليل في أنه لا يعتمد على القوة الصريحة أو القمع المباشر، بل يتسلل خلسةً عبر صور، وسرديات، ومقاطع فيديو، ومنشورات يُراد منها تشكيل وعي زائف، وتحطيم الثقة بالثوابت الاجتماعية والدينية، بل والسخرية من أدوار المرأة الحقيقية في مجتمعها.

ورغم التقدم النسبي في الوعي المجتمعي، إلا أن غياب الثقافة الرقمية والوعي الإعلامي الكافي بين قطاعات واسعة من النساء، جعلهن عرضة للتأثر، بل والترويج أحيانًا دون قصد لتلك المعلومات المغلوطة.

الجهات المعنية والمجتمعية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بخوض معركة الوعي، وتكثيف برامج التثقيف الرقمي، وإطلاق حملات توعية تشارك فيها المؤسسات الإعلامية، والتربوية، والمنظمات النسوية، لتحصين النساء من الوقوع في شرك التضليل، خاصة ذلك الذي يتخفى وراء قضايا حقوق المرأة ليزرع بذور الشك والانقسام المجتمعي.

هذه ليست حربًا على الوعي النسائي فحسب، بل هي حرب على مستقبل المجتمعات، التي لا يمكن أن تنهض إلا بوعي المرأة، ودورها كركيزة أساسية في التربية، والإنتاج، والمشاركة في صنع القرار.

إن “صدى الجنوب” وهو يرصد هذه الظاهرة، يؤكد أن المعركة مستمرة، ولكن أدواتها يجب أن تكون أرقى وأوعى: سلاحها الوعي، ودرعها الحقيقة، وهدفها مجتمع متماسك يعرف عدوه من صديقه، ويميّز الزيف من الحقيقة.

الأخبار ذات الصلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى